أعمل ما شئت كما تدين تدان
المثل: كما تدين تدان:
فهناك صنف من الناس دائم الشكوى والتبرم والتظلم ، ولا يكفّ عن إلقاء اللوم
على غيره ، ويتساءل دائماً في حيرة وقلق :
لماذا لا يوفقني الله لطاعته ؟ لماذا يجعلني من أهل
معصيته ؟ لماذا يبتليني بالأمراض والضعف في بدني ؟ لماذا يكدر عليّ معيشتي ؟ لماذا
لا يجعلني أشعر بالسعادة والفرح والسرور ؟ لماذا يبتليني بالهموم والغموم والأحزان
وضيق الصدر ؟ لماذا يوقعني في المصائب والفشل والبلايا ؟ لماذا يبتليني بالغضب
وضعف البصيرة ؟
ولو تأمل هذا المشتكي في ذلك ، لعلم أن الآفة فيه والبلية منه ، فسبب تلك
الشرور والمصائب التي تحيط بالإنسان هي نفسه التي بين جنبيه !
قال تعالى { أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ
أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ
إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } [165: سورة آل عمران]
وقال تعالى { مَّا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّهِ
وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ فَمِن نَّفْسِكَ } [79: سورة النساء]
وقال تعالى : { وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا
كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَن كَثِيرٍ} [30: سورة الشورى]
فالجزاء من جنس العمل ، والحصاد من جنس البذرة ، واعمل
ما شئت فكما تدين تدان !!
ولكن الإنسان لا يرى ذلك ؛ لأنه طُبع على الجهل والظلم وحُسن الظن بالنفس
والرضى بأفعالها قال تعالى { إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا
وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا } [72: سورة الأحزاب] .
وقال تعالى : {إِنَّ
الإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ} [6: سورة
العاديات]
قال ابن عباس ومجاهد رضي الله
عنهما : كفور جحود للنعم . وقال الحسن : هو الذي يعدُّ المصائب وينسى النعم . وقال
أبو عبيدة : هو قليل الخير.
هكذا أنت أيها الإنسان ! أنت الظالم الجاهل .. الكفور الكنود .. الجحود
لنعم الله تعالى ..
إلا من رحم الله عز وجل من عباده
الصالحين { وَقَلِيلٌ مِّنْ
عِبَادِيَ الشَّكُورُ} [13: سورة سبأ] .
كيف تشتكي وأنت القاعد في طريق مصالحك تقطعها عن الوصول إليك ؟
وكيف تتبرم وأنت الغيم المانع لإشراق شمس الهدى على قلبك ؟
وكيف تتظلم وأنت الحجر الذي قد سد مجرى الماء الذي به حياتك ؟
ومع ذلك تستغيث : العطش العطش !!
- فأنت الظالم وتدعي أنك مظلوم .. وأنت المعرض وتزعم أنهم طردوك وأبعدوك !!
- تولي ظهرك الباب .. بل تغلقه على نفسك .. وترمي مفتاحه .
كن عاقلاً
* أما العاقل فإنه ينظر إلى نفسه ، ويحاسبها ، ويعرف أنها محلُ جناية ومصدر
البلاء ؛ لأنها خلقت ظالمة جاهلة ، وأن الجهل والظلم يصدر عنهما كل قول وفعل قبيح
. وهذا النظر يدعوه إلى العمل على إخراجها من هذين الوصفين ، فيبذل جهده في تعلم
العلم النافع الذي يخرجها عن وصف الجهل ، ويبذل جهده في اكتساب العمل الصالح الذي
يخرجها به عن وصف الظلم .
ويرغب إلى خالقها وفاطرها أن يقيها شرها ، وأن يؤتيها تقواها ، وأن يزكيها
فهو خير من زكاها ، فهو وليّها ومولاها ، وألا يكله إلى نفسه طرفة عين ، فإنه إن
أوكله إليها هلك .
قال تعالى { وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ
هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [16: سورة
التغابن].
* فيا عبد الله !
- إذا وقعت في معصية ، فاعلم أن ذلك منك لا من غيرك .
- وإذا نزل بك بلاء ، فبسبب جهلك وظلمك .
- وإذا عشت في ضيق وهم وغمّ وكرب وخوف وقلق ، فاعلم أن ذلك بسبب بعدك عن
ربك ، وإعراضك عن خالقك وفاطرك .. فانظر في نفسك .. ودققّ النظر ، فسترى سبب ذلك
لائحاً أمام عينيك . أما إذا لم تر ذلك ، فالأمر كما قال الشاعر :
قد تنكر العين ضوء الشمس من رمدٍ *** وينكر الفم طعم الماء من سقم
قال تعالى {فَمَن
يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ
شَرًّا يَرَهُ } [سورة الزلزلة] .
كفى مخادعة
فيا من تشكو وتتظلم وتتبرم !
- أين أنت من القيام بواجب العبودية لله عز وجل ؟
- أين عبودية قلبك ؟
- أين عبودية لسانك ؟
- أين عبودية جوارحك ؟
- أين أنت من الصلاة ؟
- أين أنت من الزكاة ؟
- أين أنت من الصيام ؟
- أين أنت من الحج ؟
- أين أنت من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؟
- أين أنت من بر الوالدين وصلة الأرحام والإحسان إلى الجيران ؟
- أين أنت من مصاحبة الأخيار والتخلق بأخلاقهم ؟
- أين أنت من ترك صحبة الأشرار وتكثير سوادهم ؟
- أين أنت من مزاحمة العلماء بالركب وحضور مجالسهم ؟
- أين أنت من الاهتمام بشؤون المسلمين والدعاء لهم والتألم لآلامهم
ومصائبهم ؟
- أين أنت من صدق الحديث والوفاء بالوعد وأداء الأمانة ، وترك الغيبة
والنميمة والحسد والبغضاء ؟
- أين مراقبتك لله وقد جعلته أهون الناظرينَ إليك ؟
- أين شكرك للنعم وأنت تستخدم نعمه في محاربة ليلاً ونهاراً ؟
- أين حفظك للرأس وما وعى ؟
- أين حفظك للبطن وما حوى ؟
- أين ذكرك للموت والبلى ؟
- فالعين منك مسخَّرة في النظر إلى المحرمات ، ومشاهدة القنوات التي تعرض
للعهر والفجور ، وتدعو إلى الفساد والرذيلة .
- واليدُ : جعلتها وسيلة لإيذاء من لا يحلُّ لك إيذاؤه ، أو لمس ما لا
يحلُّ لك لمسه ، أو تناول مالا يجوز لك تناوله .
- الرجلُّ : وظفتها في السعي إلى الحرام ، وإيذاء عباد الله الصالحين ،
بدلاً من السعي إلى الطاعات وإقام الصلوات .
- والقلب يهوى ويتمنى ..
- والفرج يصدّق ذلك أو يكذّبه .
قال تعالى : {يَوْمَ
تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا
يَعْمَلُونَ(24) يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ
وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ(25) }[ سورة النــور].
سبيل النجاة
* أخي المفرّط !
هذا بعض ما جَنَتْه يداك .. وهذه عاقبة أفعالك ومعاصيك ، ولكنك لا تشعر : {لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا
فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ } [22: سورة ق] .
* أما في الدنيا : فأنت من أعظم الناس غروراً .. ترجو النجاة ، وتأمل
السعادة والراحة ، وتطمع في الفرح والسرور والسكينة والطمأنينة ، مع أنك دائم
السير في الطرق الموصلة إلى أضداد هذه الأمور .
ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها *** إن السفينة لا تجري على اليَبَسِ
احفظ الله يحفظك
هكذا قال صل الله عليه وسلم : ( احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ) [رواه أحمد والترمذي وقال : حسن صحيح ] .
قال الحافظ ابن رجب في شرح هذا الحديث ما ملخصه :( يعني احفظ حدود الله
وحقوقه ، وأوامره ونواهيه ، وحفظ ذلك : هو الوقوف عند أوامره بالامتثال ، وعند
نواهيه بالاجتناب ، وعند حدوده ، فلا يتجاوز ولا يتعدى ما أمر به إلى ما نهي عنه ،
فدخل في ذلك فعل الواجبات جميعها وترك المحرمات كلها ... وذلك كله يدخل في حفظ
حدود الله كما ذكره الله في قوله : {وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ } [112: سورة التوبة]، وقال {هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ
حَفِيظٍ } [32: سورة ق] ، وقد فسِّر الحفيظ
هاهنا بالحافظ لأوامر الله ، وقد فسِّر الحفيظ هاهنا بالحافظ لأوامر الله ، وفسِّر
بالحافظ لذنوبه حتى يرجع عنها ، وكلاهما يدخل في الآية .
حفظ الصلوات الخمس
ومن أعظم ما يجب حفظه من المأمورات : الصلوات الخمس. قال
تعالى : {حَافِظُواْ عَلَى
الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى } [238: سورة البقرة]
وقال تعالى : {وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ
يُحَافِظُونَ } [34: سورة المعارج] .
حفظ الوضوء
* وكذلك الطهارة فإنها مفتاح الصلاة ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم :( ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن ) [ رواه أحمد بسند حسن ] .
فإن العبد تنتقض طهارته ولا يعلم بذلك إلا الله ، فالمحافظة على الوضوء
للصلاة دليل ثبوت الإيمان في القلب .
حفظ الأيمان
* ومما أمر الله تعالى بحفظه : الأيمان ، ولهذا لمَّا ذكر الله كفارة
اليمين قال: { وَاحْفَظُواْ
أَيْمَانَكُمْ } [89: سورة المائدة] فمن حفظ
أيمانه دلَّ على دخول الإيمان قلبه .
وكان السلف يحافظون على الأيمان ، فمنهم من كان لا يحلف بالله ألبتة ،
ومنهم من كان يتورع حتى يكفّر عما شك في الحلف فيه .
وقد ورد التشديد العظيم في الحلف الكاذب ، ولا تصدر كثرة الحلف بالله إلا
من الجهل بالله ، وقلة هيبته في الصدور .
حفظ الرأس والبطن
* ومما يلزم المؤمن حفظه : رأسه وبطنه وحفظ الرأس وما وعى يدخل فيه : حفظ
السمع والبصر واللسان من المحرمات .
وحفظ البطن وما حوى يتضمن حفظ القلب عن الإصرار على محرَّم . وقد جمع الله
ذلك كله في قوله تعالى :
{ إِنَّ السَّمْعَ
وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} [36: سورة الإسراء].
ويدخل في حفظ البطن وما حوى : حفظه من إدخال الحرام عليه من المأكولات
والمشروبات
حفظ اللسان والفرج
* ومما يجب حفظه من المنهيات : حفظ اللسان والفرج . وفي حديث أبي هريرة عن
النبي صل الله عليه وسلم قال :( من
حفظ ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة ) [ خرجه الحاكم ] . وخرّجه البخاري من حديث سهل بن سعد.
وقد أمر الله تعالى بحفظ الفروج خاصة ، ومدح الحافظين لها ، قال تعالى : { قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ
وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ } [30: سورة
النــور] .
وقال تعالى : { وَالْحَافِظِينَ
فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ } [35: سورة
الأحزاب] .
وقد روي عن أبي إدريس الخولاني : أن أول ما وصّى الله آدم عند إهباطه إلى
الأرض بحفظ فرجه ، وألا يضعه إلا في حلال .
الجزاء من جنس العمل
قوله :( يحفظك ) يعني أن من حفظ حدود الله وراعى حقوقه حفظه الله ، فإن
الجزاء من جنس العمل كما قال تعالى : { وَأَوْفُواْ بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ} [40: سورة البقرة] ، وقال {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} [152: سورة البقرة]. وقال : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن
تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [7: سورة محمد] .
أنواع الحفظ
* وحفظ الله لعبده يتضمن نوعين : أحدهما : حفظه في مصالح دنياه / كحفظه في
بدنه وولده وأهله وماله . .. قال تعالى :
{ لَهُ مُعَقِّبَاتٌ
مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ} [11: سورة الرعد] .
قال ابن عباس : هم الملائكة يحفظونه بأمر الله ، فإذا جاء القدر خلوا عنه .
وقال مجاهد : ما من عبد إلا له ملك يحفظه في نومه ويقظته من الجن والإنس
والهوامّ ، فما من شيء يأتيه إلا قال : رواءك ، إلا شيء قد أذن الله فيه فيصيبه .
صور حفظ الله للعبد في دنياه
* ومن حفظ الله للعبد في دنياه : أن يحفظه في صحة بدنه وقوته وعقله وماله .
* قال بعض السلف : العالم لا يخرف . وقال بعضهم : من جمع القرآن متَّع
بعقله .
وتأوّل بعضهم على ذلك قوله تعالى :
{ثُمَّ رَدَدْنَاهُ
أَسْفَلَ سَافِلِينَ(5)إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (6) }[ سورة التين] .
وكان أبو الطيب الطبري قد جاوز المائة سنة وهو ممتَّع بعقله وقوته ، فوثب
يوماً من سفينة كان فيها إلى الأرض وثبة شديدة ، فعوتب على ذلك فقال : هذه جوارح
حفظناها عن المعاصي في الصغر ، فحفظها الله علينا في الكبر.
* وعكس هذا : أن الجنيد رأى شيخاً يسأل الناس فقال : إن هذا ضيّع الله في
صغره ، فضيّعه الله في كبره !!
حفظه في أولاده
* وقد يحفظ الله العبد بصلاحه في ولده وولد ولده . كما قيل في قوله تعالى :
{ وَكَانَ أَبُوهُمَا
صَالِحًا } [82: سورة الكهف] أنهما حفظا
بصلاح أبيهما .
* وقال محمد بن المنكدر : إن الله ليحفظ بالرجل الصالح ولده وولد ولده
وقريته التي هو فيها ، فما يزالون في حفظ من الله وستر .
* وقال ابن المسيب لإبنه : يا بنيّ لأزيدن في صلاتي من أجلك رجاء أن أحُفظ
فيك ، وتلا هذه الآية :{ وَكَانَ
أَبُوهُمَا صَالِحًا } [82: سورة
الكهف].
حفظه في أمواله
ومتى كان العبد مشتغلاً بطاعة الله عز وجل ، فإن الله تعالى يحفظه في تلك
الحال .
* كان شيبان الراعي يرعى غنماً في البرية ، فإذا جاءت الجمعة خَطَّ عليها
خطّاً ، وذهب إلى الجمعة ، ثم يرجع وهي كما تركها !!
* وكان بعض السلف في يزن دراهم له فى الميزان ، فسمع الآذان ، فنهض ونفضها
على الأرض ، وذهب إلى الصلاة ، فلما عاد جمعها فلم يذهب منها شيء .
حفظه من الجن والإنس
* ومن الأنواع حفظ الله لعباده في دنياه : أن يحفظه من شر كلّ من يريده
سواء كان من الجن أو الأنس
" البر لا
يبلى والذنب لا ينسى والديان لا يموت فكن كما شئت فكما تدين تدان " الديلمي
"
المعنى عن ثابت البناني قال : رأيت رجلا يضرب أباه في
موضع فقيل له : ما هذا ؟
فقال الأب : خلوا عنه فإني كنت أضرب أبي في هذا الموضع
فابتليت بابني يضربني في هذا الموضع
الديان هو الله الحى القيوم .