تصحيح المفاهيم
1 - صحة حديث : إن الله لا ينظر إلى الصف الأعوج
السؤال : يوجد عندنا إمام يصلي بالناس الفروض والجمعة وكثيرا مايردد هذا القول (إن الله لا ينظر إلى الصف الأعوج) عند الوقوف للصلاة وقبل تكبيرة الإحرام فهل هذا حديث ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أم ماذا وهل يجوز الاستشهاد به وهل يصح قوله.
الإجابة: المفتي: خالد بن عبد الله المصلح
هذا حديث موضوع لا يصح فينبه الإمام إلى ضعفه وفي صحيح السنة كفاية.
و قال العلامة ابن باز: لا أصل له. وكذلك قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين في "الشرح الممتع": هو حديث مشهور بين الناس، وليس له أصل. اهـ.
قال الشيخ مشهور حسن في كتاب "القول المبين في أخطاء المصلين": لا أصل له. اهـ.
وقد صحت أحاديث كثيرة في إقامة الصف تغني عنه، راجع الفتويين: التاليتين :
والله أعلم
الكيفية التي تتم بها تسوية الصف
السؤال : هل هناك مسافة محددة بين قدم المصلي وقدم الذي بجواره في صلاة الجماعة أم أن الأقدام يجب أن تكون متلاصقة تماما لأن البعض يقول إننا يجب ألا ندع فرجة للشيطان وقيل إن المسافة بينهما تكون حدود 10 سنتيمتر كما أننا نسمع الإمام يقول ساووا بين المناكب والأقدام؟
المفتـــي: مركز الفتوى اسلام ويب
فإن السنة في صلاة الجماعة تسوية الصفوف، بحيث يكون القدم مع القدم، والمنكب مع المنكب، والتراص في الصف، ومن الأدلة التي وردت في ذلك:
- حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: قال النبي صل الله عليه وسلم:
( لتسون صفوفكم، أو ليخالفن الله بين وجوهكم) متفق عليه.
- وفي الصحيحين أيضًا عن أنس بن مالك رضي الله عنه: عن النبي صل الله عليه وسلم قال:
( أقيموا صفوفكم، فإني أراكم من وراء ظهري )
واللفظ للبخاري وزاد: "(وكـان أحدنا يلزق منكبه بمنكب صاحبه، وقدمه بقدمه)".
وقد ورد النهي عن ترك فرجة للشيطان في حديث أنس رضي الله عنه: عن رسول الله صل الله عليه وسلم قال:
"راصوا صفوفكم، وقاربوا بينها، وحاذوا بالأعناق، فوالذي نفس محمد بيده إني لأرى الشياطين تدخل من خلل الصف كأنها الحَذَف)" رواه أبو داود والنسائي. واللفظ للنسائي والحذف غنم صغارسود.
ومن هنا ندرك أن القول بترك حوالي عشر سنتيمرات بينهما قول مخالف لهذه الأحاديث الصحيحة الثابتة عن رسول الله صل الله عليه وسلم.
والله أعلم.
انقطاع الصف بسبب أسطوانات المسجد
السؤال : ماذا يرى فضيلتكم في الصف الذي ينقطع من خلال العرصاة أو المنبر.(صف صلاة الجماعة)
المفتـــي: مركز الفتوى اسلام ويب
قد حث النبي صل الله عليه وسلم على اتصال الصف في الصلاة وسد الفُرَج وإقامته وتسويته في أحاديث كثيرة، منها: قوله صل الله عليه وسلم:
"سووا صفوفكم فإن تسوية الصفوف من تمام الصلاة" متفق عليه।
ومنها: أنه كان يُقبِل بوجهه على الصحابة قبل أن يكبر ويقول: "تراصوا واعتدلوا" متفق عليه أيضاً.
وكان يقول لهم: "سووا صفوفكم، وحاذوا بين مناكبكم، ولينوا في أيدي إخوانكم، وسدوا الخلل فإن الشيطان يدخل فيما بينكم" رواه أحمد.
ويقول لهم: "ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها، قلنا: كيف تصف الملائكة عند ربها؟ فقال يتمون الأول ويتراصون في الصف" رواه مسلم وغيره.
ويقول: "أتموا الصف الأول ثم الذي يليه، فإن كان نقص فليكن في الصف المؤخر" رواه أحمد وغيره.
ويقول: "لتسونَّ صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم" متفق عليه.
إلى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة التي تدل جلياً على الأمر الأكيد بالمحافظة على اتصال الصف والتراص فيه، وتسويته ما استطيع لذلك سبيلاً، فإن حصلت صورة تفضي إلى انقطاع بعض الصفوف لوجود اسطوانات في المسجد، أو امتداد درج المنبر إلى الصف الأول والثاني كما يوجد في بعض البلاد، ولم يمكن تفادي انقطاع الصف بذلك لضيق المسجد عن المصلين، وعدم اتساعه لهم إلاّ بذلك فلا حرج فيه إن شاء الله تعالى، لمراعاة المصلحة في ذلك، ولقول الله تعالى:
(فاتقوا الله ما استطعتم) [التغابن: 16]
والله أعلم.
ابتداء الصف في صلاة الجماعة.
السؤال : هل صف الصلاة يبدأ من اليمين، أم من الوسط؟
المفتـــي: مركز الفتوى اسلام ويب
فالمشروع في حق المأمومين أن يبدؤوا الصف من خلف الإمام ، وقد جاء في ذلك حديث رواه أبو داود عن أبي هريرة مرفوعاً: "وسطوا الإمام وسدوا الخلل".
قال ابن قدامة رحمه الله في المغني ( ويستحب أن يقف الإمام في مقابلة وسط الصف لقول النبي صل الله عليه وسلم " وسطوا الإمام وسدوا الخلل " رواه ابو داود . ا.هـ كلامه رحمه الله والحديث وإن كان ضعيف السند إلا أنه قد يستدل لمعناه بقول النبي صل الله عليه وسلم:
"ليلني منكم أولو الأحلام والنهى" رواه مسلم.
ففيه ترغيب في وقوفهم خلف الإمام، وهو متضمن الحث على المسارعة والمبادرة إلى ذلك، فاقتضى مسارعتهم إلى الوقوف خلف الإمام، وهذا يؤيد كون الصف يبدأ من هذا المكان. والله أعلم
لا حرج في الصلاة في الصف الذي لم يكتمل
السؤال : ماحال صفوف المصلين غير المكتمله في كل من: الحرم المكي، والحرم والنبوي ؟
المفتـــي: مركز الفتوى اسلام ويب
فإذا كان الصف خلف الإمام، لم يكتمل من اليمين أو الشمال، فلا حرج في الصلاة فيه، وإن كانت السنة إكمال الصفوف الأول فالأول لما رواه مسلم في صحيحه عن النبي صل الله عليه وسلم أنه قال :
( أتموا الصفوف فإني أراكم خلف ظهري)
فينبغي للمصلي أن يتحرى قدر استطاعته الصلاة في الصفوف المتصلة، وهذا قد يعسر الآن في الحرمين، بسبب سعتهما، وجهل كثير من المصلين بفضيلة وصل الصفوف الأول فالأول، والله .
لا حرج في وضع الخطوط في المسجد بقصد تسوية الصفوف
السؤال : ما حكم وضع الخطوط في المساجد، لتسهيل تسوية الصفوف، وخاصة في المساجد ذات الصفوف الطويلة؟.
المفتـــي: مركز الفتوى اسلام ويب
فوضع الخطوط في المسجد لتسوية الصفوف أمر لا حرج فيه إن شاء الله، لأن هذه الخطوط تعين على تسوية الصفوف وهذا أمر مطلوب في الشريعة، وجاءت أحاديث كثيرة فيه كحديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صل الله عليه وسلم:
"سووا صفوفكم فإن تسوية الصفوف من تمام الصلاة". [متفق عليه].
وورد النهي الشديد عن مخالفة الصفوف وعدم تسويتها، كما في حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يقول:
"لتسوّن صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم ". [ وهو حديث متفق عليه].
والله أعلم.