الأربعاء، 8 يونيو 2011

إذا أراد الله بقوم سوء ، منحهم الجدل و منعهم العمل

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
إذا أراد الله بقوم سوء ، منحهم الجدل و منعهم العمل

كثير الجدل...قليل العمل

تلك حقيقة لا ريب فيها .. من يتفرغ للكلام والجدل.. يفوته الانجاز والعمل..وإذا أراد الله بقوم سوءا منعهم العمل، ومنحهم الجدل..ولآن الجدل مما يفتح الباب واسعا للاختلاف والشقاق والتشاحن .،لان الشيطان دائما ما يسكن في تفاصيله، فأن الله تعالى جعل قبول الحج مرهونا بترك الجدل:
الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ(197) سورة البقرة
ولهذا تيقنت لماذا لا يجتمع النقيضان ( الجدل والعمل ) معا في شخص واحد ...؟!
فمن كثر كلامه قل روعه ، ومن قل روعه ذهب إخلاصه ... ومن ذهب إخلاصه فلا خير فيه ... ولقد ازددت يقينا بأن من يعمل في صمت هو من يدرك فضيلة الصمت الذي يترك للعقل مساحة واسعة كي يتفكر ويتدبر ويتأمل ، ثم ليبلغ مرحلة "العصف الذهني " التي هي وحـدها طـريق الإبـداع وأداة المبدعين .. وعلى العكس من ذلك تماما .. فمن كثرت شكواه ظهرت معايبه ومواطن قصوره وفشله ، وخلوه من الموهبة.
لهذا ترى دعاة الكلام دائما ما ينعون حظهم العاثر ، ولا يكفون عن إثارة البلبلة والتشكيك ، ويقولون
دائما ما لا يفعلون ، ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا .
وكلها صفات توعد الله أصحابها بسوء العاقبة 0
فمتى يدرك هؤلاء أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا هم ما بأنفسهم .
وأن الناس حتى لو صدقوهم بعض الوقت ، فلن يصدقوهم كل الوقت.
أتصور أن للنجاح طريقا واحدا هو العمل والاجتهاد وترك الجدل.. والتوقف عن الشكوى والضجر والكف عن إيذاء الآخرين بالحق والباطل .. ودعونا نتأمل قول الشاعر:
"متى يبلغ البنيان يوما تمامه إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم ..؟!