الأحد، 1 أغسطس 2010

يا بابا أنا عاوزة أتجوز فلان .. غرباء داخل جدران أربعة

غرباء داخل جدران أربعة
يا بابا أنا عاوزة أتجوز فلان

تحقيق : عـزت السـعدني
نجيء للسؤال الصعب‏..‏ بل لعله أصعب سؤال ممكن أن يواجهه الأب في حياته كلها‏..‏

وكأننا نعيش أحداث فيلم عربي من أيام أفلام الأبيض والأسود بتاعة زمان‏..‏
تجيء الفتاة الحلوة المتعلمة بنت الأصول لتفاجيء أباها بعد أن ختم صلاة العصر‏,‏ وقبل أن يسحب السجادة ويطويها‏:‏
يا بابا أنا عاوزة أتجوز فلان؟
يبتلع الأب السؤال وينتبه قليلا ويجلس علي الكنبة المقابلة وهو يسأل ابنته الشابة الحلوة بنت الأصول‏:‏ واشمعني فلان ده بالذات‏..‏ انت تعرفيه؟
البنت دون أن يطرف لها رمش‏:‏ أيوه يابابا كان زميلي في الجامعة‏..‏ وكنا‏..‏ وكنا‏..‏

الأب‏:‏ كنتم بتحبوا بعض موش كده‏!‏
البنت تطرق خجلا في زمن ضاع الخجل فيه من سحنة كل البنات‏..‏ ولا ترد‏..‏ الأب يبحث في درج مكتبه عن علبة سجاير‏..‏
لكن الابنة تذكره‏:‏ انت يا بابا مبطل تدخين من عشر سنين‏!‏
الأب‏:‏ كلامك فكرني بالسجاير‏..‏ أمك عارفة حكاية الواد زميلك ده‏..‏ بالطبع عارفة ومخبية عليا كالعادة‏.,.‏
البنت وقد زال خجل العذاري من وجهها‏:‏ أيوه وهي موافقة‏..‏ بس انت ترضي‏!‏

بضع حبات من العرق تندي جبين الأب‏..‏ لا يعرف بما يجيب إلا أن ينادي علي زوجته التي تحضر صامتة فهي التي رسمت الملعوب كله مع ابنتها الشابة‏,‏ وربما جلست مع الشاب وتحدثت معه والأب في عالم آخر‏..‏

الأب يرسل من فمه تنهيدة طويلة وهو يقول‏:‏ يعني طبختوا الطبخة سوا وفاضل بس إني أدوقها وأقول حلوة والله‏..‏

الأم تتكلم لأول مرة‏:‏ شوف الولد الأول وبعدين قول آه‏..‏ أو لأ‏..‏

الأب بحيرة‏:‏ بس ده لسه تلميذ بياخد مصروفه من أبوه‏..‏
البنت‏:‏ أبوه تاجر كبير والولد حيدير تجارة أبوه بعد ما يتخرج‏!‏

الأب وهو يقوم من مقامه وقد سلم الراية‏:‏ خليه يتهبب ييجي ومعاه أبوه وأمه موش لوحده‏!‏

البنت هنا هي التي اختارت والأم عامت علي هوي ابنتها والأب رضخ في النهاية لاختيار البنت وأمها‏..

‏المشهد الأخير بعد سنة في رواية حسن الإمام‏:‏
في محكمة الأسرة‏..‏ الابنة تطلب الطلاق‏..

لأن‏:‏‏*‏ الولد طلع موش راجل‏!

‏‏*‏ وأبو الولد طلع مسجل خطر ويتاجر في المخدرات‏!‏

‏*‏ وأبو البنت طريح الفراش نكدا وحزنا‏!‏

ألستم معي أننا نعيش غرباء في بيوتنا؟

أين ذهبت لمة العيلة‏..‏ أين ذهب الونس؟
اصبحنا نعيش في لوكاندة اسمها البيت‏..‏
نأكل ونشرب وننام وكأننا ركاب قطار مسافر بلا محطة وصول‏!