السبت، 22 أكتوبر 2011

لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يُوَقِّرْ كَبِيرَنَا وَيَرْحَمْ صَغِيرَنَا




أدب المعاملة واحترام الغير

لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يُوَقِّرْ كَبِيرَنَا وَيَرْحَمْ صَغِيرَنَا

كثرت هذه الأيام تطاول طلبة الجامعات والمدارس علي أساتذتهم وهم من افنوا عمرهم يدرسوا ليقدموا هذه العلوم إلي أبنائهم الطلاب ولكن للأسف نجد كل يوم من يتطاول عليهم ويسبهم ويحبسهم ويبصق عليهم ويهتف ضدهم ويضربون أحذيتهم في وجهم ..
فهل هذى هي الأخلاق التي تربينا عليها ؟
كلا وألف لا كنا نحترمهم ولا نمشي في نفس طريقهم انق ابناهم صدفة بالشارع ...
ولكن انعكست الصورة الآن واليكم أيها الأحبة في الله هذه الأحاديث من القلب حتي نعود إلي قيمنا ومبادئنا وأخلاقنا التي ربانا عليها ديننا الحنيف .

رقم الحديث: 122
(حديث مرفوع) أنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ الْحَافِظُ ، قَالَ : أنا أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبُو قِلابَةَ ، قَالَ : أنا سَهْلُ بْنُ تَمَامِ بْنِ بَزِيعٍ ، قَالَ : أنا مُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ ، عَنْ أَبِي قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ :
لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يُوَقِّرْ كَبِيرَنَا وَيَرْحَمْ صَغِيرَنَا .
أي ليسَ على طريقَتِنَا الكامِلَةِ.
تعلمنا منذ الصغر من والدينا رحم الله ميتهم وحفظ منهم الذي مازال على قيد الحياة حسن الخلق في الأمر كله وخاصة في التعامل مع الأكبر منا سنا
ركيزة مهمة رضعناها ولم نفطم منها بعد ..
ثم لما كبرنا وتلقينا العلم على علمائنا الكرام ازددنا رسوخا في هذا الأمر ..
فلم يعد فقط حسن خلق وحسن تعامل من اجل المظهر العام في الدنيا إنما أصبح تقربا إلى الله تعالى ..
وعن رسولنا الكريم صل الله عليه وسلم الذي بعث متمما لمكارم الأخلاق قال :
أقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا .
أو كما قال بابي هو وأمي..
ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا ..
تأملوا معي يا أبناء الإسلام هذه الأحاديث الشريفة وهذه الأخلاق الحميدة وعليها فسيروا على بركة الله لا تلتفتوا لمن خالفكم .. واعلموا أن طريق الدعوة إلى الله تعالى ليس مفروشا بالورود إنما بالشوك والآلام من كل جانب فلا تبتئسوا .
فمن جرحك بشوكه اصبر ولا ترد بالمثل فان حسابه على الله تعالى ..
لا تلينوا ولاتنثنوا ولاتحيدوا عن غايتكم الراقية ومطلبكم للعلا ..
عندما تسلكون طريقكم إلى الله و تسيرون في دروب السالكين عمركم فلا تفزعوا حينما تصدموا فيمن تتطاول عليكِم بعد أن كانت تمدحكم وتطريكم يوما فكل إناء بما فيه ينضح .. والغدر أيها الأحبة في الله ليس من شيم الكرام .. فالزموا الوفاء مهما غدر بكم فمن كان الوفاء طبعه فلا يدنس نفسه بالغدر ولو غدر به .
ومن تربى على حسن الخلق وحسن العهد والوفاء فثقوا إن تربيته تمنعه من التطاول على الأكبر منهم سنا ولو أساؤوا إليهم فضلا عمن أحسنوا إليهم ..
لا تنزعجوا أيها الأحبة في الله فسوف تقابلون الكثير والكثير والكيس الفطن من خالف هواه وعاند نفسه التي بين جنبيه من اجل إكمال المسير في دعوته إلى ربه .
لا تتعجلوا الخير في الدنيا فما عند الله تعالى خير وأبقى..
ومن علق آماله بالبشر خذلوه ولو بعد حين
فعلقوا قلوبكم بمن بيده ملكوت السموات والأرض هو كفيلك وحسبك ونعم الوكيل ..

نعم ..
إن صلح خلص المرء صلحت أعماله ..
ويبين الرسول صل الله عليه وآله وسلم هذه القاعدة الجميلة ، حينما قال لأبي ذر رضي الله عنه قال :
اتق الله حيثما كنت ، واتبع السيئة الحسنة تحمها ، وخالق الناس بخلق حسن.
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : قال الرسول صل الله عليه وآله وسلم :
أثقل ما يوضع في الميزان يوم القيامة تقوى الله وحسن الخلق.
وذكر في حديث آخر ، إن أول ما يوضع في الميزان ، حسن الخلق والسخاء.
ولخص أحد الحكماء صفات حسن الخلق فيما يلي :
هو إن يكون كثير الحياء ، قليل الأذى ، كثير الإصلاح ، صدوق اللسان ، قليل الكلام ، كثير العمل ، قليل الزلل ، براً وصولاً ، وقوراً صبوراً شكوراً رضياً ، عفيفاً شفيقاً ، لا لعاناً ولا سباباً ، ولا نماماً ، ولا مغتاباً ، ولا عجولاً ولا حقوداً ، ولا بخيلاً ولا حسوداً ، بشوش ، يحب في الله ، ويبغض في الله ، يرضى في الله ، ويغضب في الله ، فهذا هو حسن الخلق .
والحمد لله إننا نتعامل مع أناس يمتلكون أخلاقا رائعة وتعاملهم لا غبار عليه .. فطوبى لصرحنا الشامخ
فلنحرص على حسن الخلق ، حتى نرتقي بتعاملنا مع الآخرين .

هذا هو مربط الفرس (التربية )
وألا فما قيمة ما نبذله ليل نهار مع أبنائنا من جهد و معاناة لترسيخ مفهوم
" وخالق الناس بخلق حسن "
الاكبر سناً - قريباً كان أو غريب - يجب أن يحظى بحصانه من إي تعدي بأي شكل من الأشكال ، و لو حدث أي اختلاف في و جهات النظر - وهذا وارد جداً ويحدث كل يوم - يجب أن تتم المناقشة في جو صحي يسوده الاحترام و الأدب والذوق ...
وعندما تسيطر الغلظة في القول وترتفع نبرات الصوت ، فعلى الدنيا السلام।